کد مطلب:167969 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:142

تقریر ابن زیاد الامنی إلی یزید
(ثمّ إنّ عبیداللّه بن زیاد لمّا قتل مسلماً وهانئاً بعث برؤوسهما مع هانی بن أبی حیّة الوادعی، والزبیر بن الاروح التمیمی، إلی یزید بن معاویة وأمر كاتبه عمرو بن نافع أن یكتب إلی یزید بن معاویة بما كان من مسلم وهانیء، فكتب إلیه كتاباً أطال فیه وكان أوّل من أطال فی الكتب فلمّا نظر فیه عبیداللّه بن زیاد كرهه وقال ما هذا التطویل وهذه الفضول!؟ أُكتب:

أمّا بعدُ، فالحمدُ للّه الذی أخذ لامیر المؤمنین بحقّه، وكفاه مؤنة عدوّة، أُخبرُ أمیرالمؤمنین أكرمه اللّه أنّ مسلم بن عقیل لجاء إلی دار هانیء بن عروة المُرادی، وإنی جعلتُ علیهما العیون، ودسستُ إلیهما الرجال، وكِدْتُهما حتّی استخرجتهما! وأمكن اللّه منهما فقدّمتهما فضربتُ أعناقهما، وقد بعثتُ إلیك برؤوسهما مع هانی بن أبی حیّة الهمدانی، والزبیر بن الاروح التمیمی، وهما من أهل السمع والطاعة والنصیحة! فلیسألهما أمیرالمؤمنین عمّا أحبّ من أمرٍ فإنّ عندهما علماً وصدقاً وفهماً وورعاً! والسلام.). [1] .


(فكتب إلیه یزید: أمّا بعدُ، فإنّك لم تعدُ أن كُنتَ كما أحبُّ! عملتَ عمل الحازم، وصُلتَ صولة الشجاع الرابط الجأش! فقد أغنیتَ وكفیت، وصدّقتَ ظنّی بك ورأیی فیك، وقد دعوت رسولیْك فسألتهما وناجیتهما، فوجدتهما فی رأیهما وفضلهما كما ذكرتَ! فاستوصِ بهما خیراً، وإنّه قد بلغنی أنّ الحسین بن علیّ قد توجّه نحو العراق، فضع المناظر والمسالح، واحترس علی الظنّ! وخذ علی التهمة! غیر ألاّ تقتل إلاّ من قاتلك! واكتب إلیَّ فی كلّ ما یحدث من الخبر، والسلام علیك ورحمة اللّه.). [2] .

وذكر ابن شهرآشوب أنّ یزید لعنه اللّه نصب الرأسین الشریفین فی درب من دمشق. [3] .

وروی الیعقوبی أنّ یزید كان قد كتب الی ابن زیاد یأمره بقتل الامام الحسین علیه السلام، قال الیعقوبی: (وأقبل الحسین من مكّة یرید العراق، وكان یزید قد ولّی عبیداللّه بن زیاد العراق، وكتب إلیه: قد بلغنی أنّ أهل الكوفة قد كتبوا إلی الحسین فی القدوم علیهم، وأنه قد خرج من مكّة متوجّهاً نحوهم، وقد بُلی به بلدك من بین البلدان، وأیّامك من بین الایّام، فإن قتلته وإلاّ رجعت إلی نسبك وإلی أبیك عُبید! فاحذر أن یفوتك!). [4] .



[1] تأريخ الطبري، 3:292؛ والارشاد: 200 ويُلاحظُ المتأمّل في هذا النصّ كيف يُخفي عمّال الطغاة عن أسيادهم حقائق الامور، ويهوّنون الامور الكبيرة الخطيرة ليعظمواهم في أعين أسيادهم! من خلال التقارير المزيّفة والمأمورين الذين يحسنون أداء ما يُلقي إليهم من تعاليم ووصايا فيقومون بتمثيل أدوارهم الكاذبة علي أحسن وجه!.

[2] تأريخ الطبري، 3:293؛ والارشاد: 200.

[3] مناقب آل أبي طالب، 4:93.

[4] تأريخ اليعقوبي، 2:155؛ وانظر: العقد الفريد، 5:130؛ ومثير الاحزان: 40؛ وأنساب الاشراف، 3:371.